كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وأورد أنه إذا ضم الخسوف إلى الزيادة والنقصان قربًا وبعدًا لا يتم ما ذكره وصح ما ذكروه من الاستفادة. وأجيب بأنه ما المانع من أن يكون الخسوف لحيلولة جرم علوي بيننا وبينه لا لحيلولة الأرض بينه وبين الشمس فلابد لنفي ذلك من دليل فافهم والله تعالى أعلم وهو المتصرف في ملكه كيفما يشاء {لّتَبْتَغُواْ} متعلق بقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا الليل والنهار} وفي الكلام مقدر أي جعلنا آية النهار مبصرة لتطلبوا لأنفسكم فيه.
{فَضْلًا مّن رَّبّكُمْ} أي رزقًا إذ لا يتسنى ذلك في الليل، وفي التعبير عن الرزق بالفضل وعن الكسب بالابتغاء والتعرض لصفة الربوبية المنبئة عن التبليغ إلى الكمال شيئًا فشيئًا دلالة كما قال شيخ الإسلام: على أن ليس للعبد في تحصيل الرزق تأثير سوى الطلب وإنما الاعطاء إلى الله سبحانه لا بطريق الوجوب عليه تعالى بل تفضلًا بحكم الربوبية، ومعنى تأثير الطلب على نحو تأثير الأسباب العادية فإنه من جملتها ولا توقف حقيقة للرزق عليه، وفي الخبر يطلبك رزقك كما يطلبك أجلك، ولله تعالى در القائل:
لقد علمت وما الاشراف من خلقي ** أن الذي هو رزقي سوف يأتيني

أسعى إليه فيعييني تطلبه ** ولو قعدت أتاني لا يعنيني

{وَلِتَعْلَمُواْ} متعلق كما قيل بكلا الفعلين أعني محو آية الليل وجعل آية النهار مبصرة لا بأحدهام فقط إذ لا يكون ذلك بانفراده مدارًا للعلم المذكور أي لتعلموا بتفاوت الجديدين أو نيريهما ذاتًا من حيث الاظلام والإضاءة مع تعاقبهما أو حركتهما وأوضاعهما وسائر أحوالهما {عَدَدَ السنين} التي يتعلق بها غرض علمي لإقامة مصالحكم الدينية والدنيوية {والحساب} أي الحساب المتعلق بما في ضمنها من الأوقات أي الأشهر والليالي والأيام وغير ذلك مما نيط به شيء من المصالح المذكورة، ونفس السنة من حيث تحققها مما ينتظمه الحساب وإنما الذي يتعلق به العد طائفة منها وتعلقه في ضمن ذلك بكل واحدة منها ليس من حيثية التحقق والتحصل من عدة أشهر حصل كل واحد منها من عدة أيام حصل كل واحد منها من طائفة من الساعات مثلا فإن ذلك من وظيفة علم الحساب بل من حيث إنها فرد من طائفة السنين المعدودة بعدها أي نفسها من غير أن يعتبر في ذلك تحصيل شيء معين كما حقق ذلك شيخ الإسلام.
وقيل: المعنى {لّتَعْلَمُواْ} باختلافهما وتعاقبهما على نسق واحد أو بحركاتهما عدد السنين إلخ المراد بالحساب جنسه أي الجاري في المعاملات كالإجارات والبيوع المؤجلة وغير ذلك؛ وذكر بعضهم أن الظاهر المناسب أن المراد لتعلموا بالليل فإن عدد السنين الشرعية والحساب الشرعي يعلمان به غالبًا أو بالقمر لقوله تعالى في الأهلة {قُلْ هي مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ والحج} [البقرة: 189] وأنت تعلم أن السنين شمسية وقمرية وبكل منهما العمل فلو قيل إحدى الآيتين مبينة لأحدهما والأخرى للآخر لا محذور فيه، وكون الشرع معولًا على أحدهما لا يضر، وتقديم العدد على الحساب من أن الترتيب بين متعلقيهما على ما سمعت أولًا وجودًا وعدما على العكس للتنبيه من أول الأمر على أن متعلق الحساب ما في تضاعيف السنن من الأوقات أو لأن العلم المتعلق بعدد السنين علم إجمالي بما تعلق به الحساب تفصيلًا أو لأن العلم المتعلق بالأول أقصى المراتب فكان جديرًا بالتقديم في مقام الامتنان أو لأن العدد نازل من الحساب منزلة البسيط من المركب بناء على ما حقق من أن الحساب إحصاء ماله كمية منفصلة بتكرير أمثاله من حيث يتحصل بطائفة معينة منها حد معين منه له اسم خاص وحكم مستقل والعدد إحصائه بمجرد تكرير أمثاله من غير أن يتحصل شيء كذلك ولهذا وكون السنين مما لم يعتبر فيها حد معين له اسم خاص وحكم مستقل أضيف أضيف إليها العدد وعلق الحساب بما عداها فتدبر.
{وَكُلَّ شىْء} تفتقرون إليه في معاشكم ومعادكم سوى ما ذكر من جعل الليل والنهار آيتين وما يتبعه من المنافع الدينية والدنيوية وهو منصوب بفعل يفسره قوله تعالى: {فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا} وهذا من باب الاشتغال ورجح النصب لتقديم جملة فعلية، وجوز أن يكون معطوفًا على {الحساب} وجملة {فَصَّلْنَاهُ} وهذا من باب الاشتغال ورجح النصب لتقدم جملة فعلية، وجوز أن يكون معطوفًا فاعلى {الحساب} وجملة {فَصَّلْنَاهُ} صفة شيء، وهو بعيد معنى.
والتفصيل من الفصل بمعنى القطع والمردا به الابانة التامة وجيء بالمصدر للتأكيد.
فالمعنى بينا كل شيء، وهو بعيد معنى.
والتفصيل من الفصل بمعنى القطع والمراد به الإبانة التامة وجيء بالمصدر للتأكيد.
فالمعنى بينا كل شيء في القرآن الكريم بيانًا بليغا لا التباس معه كقوله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكتاب تِبْيَانًا لّكُلّ شَىْء} [النحل: 89] فظهر كونه هاديًا للتي هي أقوم ظهورًا بينا.
{وَكُلَّ إنسان} منصوب على حد {كُلّ شَىْء} [الإسراء: 12] أي وألزمنا كل إنسان مكلف {ألزمناه طَئِرَهُ} أي عمله الصادر منه باختياره حسبما قدر له خيرًا كان أو شرًا كأنه طار إليه من عش الغيب ووكر القدر، وفي الكشاف أنهم كانوا يتفاءلون بالطير وبسمونه زجرًا فإذا سافروا ومر بهم طير زجروه فإن مر بهم سانحًا بأن مر من جهة اليسار إلى اليمين تيمنوا وإن مر بارحًا بأن مر من جهة اليمين إلى الشمال تشاءموا ولذا سمي تطيرًا فلما نسبوا الخير والشر إلى الطائر استعير استعارة تصريحية لما يشبههما من قدر الله تعالى وعمل العبد لأنه سبب للخير والشر.
ومنه طائر الله تعالى لا طائرك أي قدر الله جل شأنه الغالب الذي ينسب إليه الخير والشر لا طائرك الذي تتشاءم به وتتيمن، وقد كثر فعلهم ذلك حتى فعلوه بالظباء أيضًا وسائر حيوانات الفلا وسمواكل ذلك تطيرًا كما في البحر، وتفسيره بالعمل هنا مروى عن ابن عباس ورواه البيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد وذهب إليه غير واحد وفسره بعضهم بما وقع للعبد في القسمة الأزلية الواقعة حسب استحقاقه في العلم الأزلي من قولهم: طار إليه سهم كذا، ومن ذلك فطار لنا من القادمين عثمان بن مظعون أي ألزمنا كل إنسان نصيبه وسهمه الذي قسمناه له في الأزل {فِى عُنُقِهِ} تصوير لشدة اللزوم وكمال الارتباط وعلى ذلك جاء قوله: إن لي حاجة إليك فقال: بين أذني وعاتقي ما تريد؛ وتخصيص العنق لظهور ما عليه من زائن كالقلائد والأصواق أو شائن كالاغلال والأوهاق ولأنه العضو الذي يبقى مشكوفًا يظهر ما عليه وينسب إليه التقدم والشرف ويعبر به عن الجملة وسيد القوم.
فالمعنى ألزمناه غله بحيث لا يفارقه أبدًا بل يلزمه لزوم القلادة والغل لا ينفك عنه بحال.
وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن النطفة التي يخلق منها النسمة تطير في المرأة أربعين يومًا وأربعين ليلة فلا يبقى منها شعر ولا بشر ولا عرق ولا عظم إلا دخلته حتى إنها لتدخل بين الظفر واللحم فإذا مضى أربعون ليلة وأربعون يومًا أهبطها الله تعالى إلى الرحم فكانت علقة أربعين يومًا وأربعين ليلة ثم تكون مضغة أربعين يومًا وأربعين ليلة فإذا تمت لها أربعة أشهر بعث الله تعالى إليها ملك الأرحام فيخلق على يده لحمها ودمها وشعرها وبشرها ثم يقول سبحانه صور فيقول: يا رب أصور أزائد أن ناقص أذكر أم أنثى أجميل أم ذميم أجعد أم سبط أقصير أم طويل أأبيض أم آدم أسوى أم غير سوى فيكتب من ذلك ما يأمر الله تعالى به ثم يقول: أي رب أشقى أم سعيد؟ فإن كان سعيدًا نفخ فيه بالسعادة في آخر أجله وإن كان شقيًا نفخ فيه بالشقاوة في آخر أجله ثم يقول أكتب أثرها ورزقها ومصيبتها وعملها بالطاعة والمعصية فيكتب من ذلك ما يأمره الله تعالى ثم يقول الملك: يا رب ما أصنع بهذا الكتاب فيقول: سبحانه علقه في عنقه إلى قضائي عليه» فذلك قوله تعالى: {وَكُلَّ إنسان ألزمناه طَئِرَهُ في عُنُقِهِ}.
ولا يخفى أن الظاهر من هذا الخبر أن ذكر العنق ليس للتصوير المذكور وأن الطائر عبارة عن الكتاب الذي كتب فيه ما كتب.
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أنس أنه فسره بذلك صريحًا، وباب المجاز واسع، ونحن نؤمن بالحديث إذا صح ونفوض كيفية ما دل عليه إلى اللطيف الخبير جل جلاله، والظاهر منه أيضًا عدم تقييد الإنسان بالمكلف، ويؤيد ذلك ما أخرجه أبو داود في كتاب القدر، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد أنه قال في الآية: ما من مولود يولد إلا وفي عنقه ورقة مكتوب فيها شقي أو سعيد، وآخر الآية ظاهر في التقييد.
وقرأ مجاهد، والحسن وأبو رجاء {طيره} وقرئ {فِى عُنُقِهِ} بسكون النون {وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ القيامة} والبعث للحساب {كتابا} هي صحيفة عمله، ونصبه على أنه مفعول {نُخْرِجُ} وجوز أن يكون حالًا من مفعول لنخرج محذوف وهو ضمير عائد على الطائر أي نخرجه له حال كونه كتابًا.
ويعضد ذلك قراءة يعقوب، ومجاهد، وابن محيض {وَيُخْرِجْ} بالياء مبينيًا للفاعل من خرج يخرج ونصب {كتابا} فإن فاعله حينئذ ضمير الطائر وكتابًا حال منه والأصل توافق القراءتين، وكذا قراءة أبي جعفر: {وَيُخْرِجْ} بالياء مبنيًا للمفعول من أخرج ونصب {كتابا} أيضًا، ووجه كونها عاضدة أن في يخرج حينئذ ضميرًا مستترًا هو ضمير الطائر وقد كان مفعولًا، واحتمال أن يكون {لَهُ} نائب الفاعل فلا تعضد لا يلتفت إليه لأن إقامة غير المفعول مع وجوده مقام الفاعل ضعيفة وليس ثمت ما يكون كتابًا حالًا منه فيتعين ما ذكر كما قاله ابن يعيش في شرح المفصل، وعنه أيضًا أنه قرئ {يَخْرُجُ} بالبناء للمفعول أيضًا ورفع {كتاب} على أنه نائب الفاعل وقرأ الحسن {..} على أنه نائب الفاعل وقرأ الحسن {يَخْرُجُ} بالبناء للفاعل من الخروج ورفع {كِتَابٌ} على الفاعلية، وقرأت فرقة ويخرج بالياء من الإخراج مبنيًا للفاعل وهو ضمير الله تعالى وفيه التفات من التكلم إلى الغيبة.
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هارون قال في قراءة أبي بن كعب {وَكُلَّ إنسان ألزمناه طَئِرَهُ في عُنُقِهِ لَهُ يَوْمَ القيامة كِتَابًا} {يلقياه} أي يلقي الإنسان أو يلقاه الإنسان {يلقاه مَنْشُورًا} غير مطوى لتمكن قراءته، وفيه إشارة إلى أن ذلك أمر مهيء له غير مغفول عنه، وجملة {يلقاه} صفة كتابًا و{مَنْشُورًا} حال من ضميره، وجوز أن يكونا صفتين له، وفيه تقدم الوصف بالجملة على الوصف بالمفرد وهو خلاف الظاهر، وقرأ ابن عامر وأبو جعفر والجحدري والحسن بخلاف عنه {يلقاه} بضم الياء وفتح اللام وتشديد القاف من لقيته كذا أي يلقي الإنسان إياه.
وأخرج ابن جرير عن الحسن أنه قال: يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك والآخر عن شمالك حتى إذا مت طويت صحيفتك فجعلت في عنقك في قبرك حتى تجيء يوم القيامة فتخرج لك.
{اقرأ كتابك} بتقدير يقال له ذلك، وهذه الجملة إما صفة أو حال أو مستأنفة، والظاهر أن جملة قوله تعالى: {كفى بِنَفْسِكَ اليوم عَلَيْكَ حَسِيبًا} من جملة مقول القول المقدر، وكفى فعل ماض وبنفسك فاعله والباء سيف خطيب وجاء اسقاطها ورفع الاسم كما في قوله:
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيًا

وقوله:
ويخبرني عن غائب المرء هديه ** كفى الهدى عما غيب المرء مخبرًا

ولم تلحق الفعل علامة التأنيث وإن كان مثله تلحقه كقوله تعالى: {مَا ءامَنَتْ قَبْلَهُمْ مِن قَرْيَةٍ} [الأنبياء: 6] {وَمَا تَأْتِيهِم مّنْ ءايَةٍ} [الأنعام: 4] قيل لأن الفاعل مؤنث مجازي ولا يشفي الغليل لأن فاعل ما ذكر من الأفعال مؤنث مجازي مجرور بحرف زائد أيضًا وقد لحق فعله علامة التأنيث وغاية الأمر في مثل ذلك جواز الإلحاق وعدمه ولم يحفظ كما في البحر الإلحاق في كفى إذا كان الفاعل مؤنثًا مجرورًا بالباء الزائدة، ومن هنا قيل إن فاعل كفى ضمير يعود على الاكتفاء أي كفى هو أي الاكتفاء بنفسك، وقيل هو اسم فعل بمعنى اكتف والفاعل ضمير المخاطب والباء على القولين ليست بزائدة، ومرضى الجمهور ما قدمناه، والتزام التذكير عندهم على خلاف القياس.
ووجه بعضهم ذلك بكثرة جر الفاعل بالباء الزائدة حتى أن إسقاطها منه لا يوجد إلا في أمثلة معدودة فانحطت رتبته عن رتبة الفاعلين فلم يؤنث الفعل له، وهذا نحو ما قيل في مربهند وقيل غير ذلك، و{اليوم} ظرف لكفى و{حَسِيبًا} تمييز كقوله تعالى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: 69] وقولهم: لله تعالى دره فارسًا، وقيل: حال وعليك متعلق به قدم لرعاية الفواصل وعدى بعلي لأنه بمعنى الحاسب والعاد وهو يتعدى بعلي كما تقول عدد عليه قبائحه، وجاء فعيل الصفة من فعل يفعل بكسر العين في المضارع كالصريم بمعنى الصارم وضريب القداح بمعنى ضاربها إلا أنه قليل أو بمعنى الكافي فتجوز به عن معنى الشهيد لأنه يكفي المدعي ما أهمه فعدى بعلي كما يعدى الشهيد، وقيل هو بمعنى الكافي من غير تجوز لكنه عدى تعدية الشهيد للزوم معناه له كما في أسد علي، وهو تكلف بارد، وتذكيره وهو فعيل بمعنى فاعل وصف للنفس المؤنثة معنى لأن الحساب والشهادة مما يغلب في الرجال فأجرى ذلك على أغلب أحواله فكأنه قيل كفى بنفسك رجلًا حسيبًا أو لأن النفس مؤولة بالشخص كما يقال ثلاثة أنفس أو لأن فعيل المذكور محمول على فعيل بمعنى فاعل والظاهر أن المراد بالنفس الذات فكأنه قيل كفى بك حسيبًا عليك.
وجعل بعضهم في ذلك تجريدًا فقيل: إنه غلط فاحش.
وتعقب بأن فيه بحثًا فإن الشاهد يغاير المشهود عليه فإن اعتبر كون الشخص في تلك الحال كأنه شخص آخر كان تجريدًا لكنه لا يتعلق به غرض هنا.
وعن مقاتل أن المراد بالنفس الجوارح فإنها تشهد على العبد إذا أنكر وهو خلاف الظاهر.
وعن الحسن أنه كان إذا قرأ الآية قال: يا ابن آدم أنصفك والله من جعلك حسيب نفسك، والظاهر أنه يقال ذلك للمؤمن والكافر، وما أخرجه ابن أبي حاتم عن السدي من أن الكافر يخرج له يوم القيامة كتاب فيقول: رب إنك قضيت أنك لست بظلام للعبيد فاجعلني أحاسب نفسي فيقال له: {اقرأ كتابك كفى بِنَفْسِكَ} الآية لا يدل على أنه خاص بالكافر كما لا يخفى، ويقرأ في ذلك اليوم كما روى عن قتادة من لم يكن قارئًا في الدنيا.
وجاء أن المؤمن يقرأ أولًا سيآته وحسناته في ظهر كتابه يراها أهل الموقف ولا يراها هو فيغبطونه عليها فإذا استوفى قراءة السيآت وظن أنه قد هلك رأى في آخرها هذه سيآتك قد غفرناها لك فيتبلج وجهه ويعظم سروره ثم يقرأ حسناته فيزداد نورًا وينقلب إلى أهله مسرورًا ويقول: {هاؤم اقرأوا كتابيه إني ظننت أني ملاق حسابية} [الحاقة: 19، 20].